الثلاثاء، 10 يناير 2012

رقص .. رقص .. رقص

*بمناسبة سفر أختي امبارح
-------------------
-         اصحي ياللا .. هنمشي كمان شوية
-         مكنتش نايمة
قومي من علي السرير باندفاع وسيبي الرواية اللي بقالها اسبوع علي المخدة ولسه حاطة القلم في صفحة رقم 3  . اجري .. انتي بتعرفي تجري ، بس لما تجري متجريش هروب .. اجري باندفاع عصفور لسه خارج من القفص وحاسس بالحرية ، متخافيش ، أنا عارفة إن صوت حكّة شبشبه في البلاط خلتك تقشعري .. لما افتكرتي انه جاي وراكي .. وجسمك لما اتجمّد للحظة ساعة ما قالك.. أنا جاي وراكي .. أنا عارفة انك خوفتي .. خوفتي يلحقك .. لو حصّلك هيكسّرك . هو أضعف من أكده ..لأنه جبان .. بس انتي هتنكسري إن اللي لحقك كان جبان.. كان نفسك في حد شجاع ومجاش .. هتعملي إيه ؟ إجري .. عشان محدش يلحقك غير الشجاع .. اسبقي الكل عشان اللي يلحقك هو اللي عايزك بجد  . في مليون حاجة ممكن تكسرك .. بس ابقي شوفي حاجة واحدة بس هتنفعك لحظة ما تنكسري .

-         اجهزي عشان منتأخرش  
-         خلاص  فاضل الطرحة .. اتأكدي انك مش ناسية حاجة .
مش هتنكسري لأن عودك طري ولسه في الأول .. والكسر دلوقتي ليكي هيقوّي عضمك في الشمس .انتي نِفسك في حتة خشب تدعم عودك الأخضر اللي تعب من الوحدة في مواجهة الريح لوحده . كل اللي بيجيلك فروع طايرة من الشجر لأنها هشّة مستحملتش شوية هوا بيهزروا بغباوة .. ولأنها ندلة واتخلّت عن شجرتها الأمّ .. ازاي هتدافع عنك وهي جاية تتحامي في خضارك ؟  نفسي أقولك متحميش حد بس انتي مش هتسمعي الكلام .. لأنك مسمعتيش كلامي لما قولتلك الراجل بيحب الست الأنانية اللي تاخد منه وتتعبه وتطلع عينه .. عشان بيحس في الآخر انه انتصر بعد كل المتاعب .. بيحس انه نجح في انه يصطاد فريسة .. أنا فاكرة كويس ردك يومها لما قولتي انك مش عايزة تتعبي حبيبك .. ببساطة لأنك مش فريسة !  



قولتك يومها بطلي فلسفة .. الفلسفة عمى .. الحقيقة نور .. زي ما بيفتّح بيعمي . الواقع ملوش علاقة بالتلاتة اللي فاتوا. 
الواقع بيقول ان الناس بتعمل حاجات عشان عايزة حاجات تانية ، زي الراجل اللي بيبني  عمارة طويلة في حيّ فقير  - مع انه ممكن يبنيها في حيّ مليان عمارات -  فيروح كاتب علي كل دور فيها "الله" عشان متتحسدش وتقع من عينين الناس اللي شايفاها أعلي منهم .. أنا شوفتك لما بصيتي لوشوش الناس من ورا قزاز العربية المشبّر بنَفَسك .. شوفتك وهمّ صعبانين عليكي وانتي بتتوحدي معاهم وتبصي للعمارة العالية .. في نظرة جت خطف والعربية معدية جنبهم .. شوفتك وانتي دايما بتنحازي للطرف الضعيف كأنك بتشوفي نفسك فيهم . وبعد كده مسحتي قزاز العربية بضهر ايدك – قبل ما حد يشوفه - زي ما بتمسحي دموعك بالظبط .. ومسمعتيش صوت نفسك لما قالتلك اكتبي اسمك علي الشبورة . حركتك جوه العربية رقص .. لمسك للقزاز بضهر ايدك كأنك بتمسحي دمعة من علي خد حبيبك اللي بيبكي قدامك ومبيتكسفش من انه راجل .. لأنه عارف إن الراجل اللي بجد بيعشش في حضن اللي بيحبها .. كل الصور اللي بتشوفيها وأحلامك رقص .. هو الرقص إيه غير انك تعبري عن اللي جوّاكي بالحركة ؟

-         هاتي الشنطة اللي برة وحطي فيها الباسبور والورق كله عشان منساش
-         طيب

فكري في أي حاجة تانية تشغل بالك . قصة جديدة ، كلام صاحبتك ، تليفون مهم لازم تعمليه  ، ارقصي .. انتي بتعرفي ترقصي .. متقوليش متعرفيش .. كلنا بنرقص ، حتي العواجيز في الشارع وهم بيسندوا علي عصيان أقوى منهم .. حركتهم  رقص . متحاوليش تداري البهجة اللي بتنعش جسمك لما بترقصي .. لما بتتحركي بتحسي إن الدم بيجري في عروقك حتي لو كنتي ماشية علي طراطيف صوابعك علي قضيب القطر .. بتحسي انك عايشة فعلا .. إن في هوا بيدخل صدرك بيمسح لمحة الحزن اللي جواه وبواقي دخان السجاير من الناس اللي مبتحترمش انك مبتدخنيش  .. حتي لو كان رقصك مجرد مشي بسرعة تحت المطر .. والناس مذهولين من مشيتك وسط الشارع .. وهم مستخبيين تحت البلكونات وأبواب العمارات . التاج الوهمي اللي بيتحط علي راسك بيخليكي تصدقي إنك أميرة معدية في شارع في حي شعبي .. السما بترش  مية عشان تنضفهولك .. والناس بتوسعلك عشان تعدي براحتك . بس متقدريش تنكري انك رافضة نظرة الناس ليكي برهبة .. يمكن نفسك تقوليلهم "أنا زيكم" بس نقطة المطرة اللي بتنزل علي خدك وبتتصاحب علي دمعتك بتخليكي تسكتي .. وتمشي وتسيبي الدمعتين سوا .. كأنهم اتنين لقوا بعض صدفة ومش هيتفارقوا أبدا .

-         خدي معاكي ورقة وقلم يمكن تحتاجيهم
-         هههههههه ماشي ياست مانتي كاتبة بقي

انتي عارفة لو طلعتي ورقة وقلم في الشارع وقعدتي تكتبي علي الرصيف هيقولوا عليكي ايه ؟ وهيبصولك ازاي ؟ عارفة إن في مليون فكرة بتيجي في بالك في نفس اللحظة .. بس عارفة أكتر انك بتكتبي عشان تحسي بالأمان .. عارفة إن الكتابة هي الحاجة الوحيدة اللي بتحسسك بالأمان .. وده معناه انك خايفة .. لازم تداري خوفك .. لأن في ناس زي الكلاب هتشم أدرينالينك .. ومش هترحمك .. هُمّ هُمّ اللي بيضحكولك ضحكة مش صافية .. ضحكة تخوفك بدل ما تطمنك .. لأنك بتشوفي فيها من بين فتحة سنانهم  الحيوان اللي قاعد مستخبي تحت جلد بني آدم . انتي عارفة كده كويس وبقيتي تنجحي فيه .. وكتير بقيتي بتقتلي خوفك .. بس الغريب .. إن الناس بقت تشوفك خايفة وانتي مبقيتيش كده .. زي وقت ما كانت الشمس بتضرب في عينك .. وانتي واقفة قدامها زي نفرتيتي الواقفة في المعبد سايبة جسمك ليها شوية تدفيه .. جه وسألك "انتي خايفة ليه؟ " مكنش عارف انك بتترعشي من البرد .. سكتّي ؛ لأنك مهما حاولتي تقنعيه .. مش هيشوف غير اللي هو عايزه .

-         قلم الكحل بتاعي خلص ..
-         عندي .. هجيبهولك
-         ههههههههه مش عارفة مين هيفهمني بسرعة كده لما أسافر ، هاتيلك واحد غيره بقي عشان هاخده معايا
-         تصدقي كنت محتاجة النصيحة دي فعلا .. طب ما تبعتيلي قلم كحل من هناك لحسن معرفش أجيبه من هنا لوحدي
-         بطلي لماضة وروحي هاتيه

حطي كحل في عينيكي .. عشان تعمليها حجة لما تيجي تعيطي وتقولي لنفسك بلاش لحسن الكحل يسيح ، وطبعا مشغلتيش اغنية "يا مسافرة" بتاعة لينا شماميان عشان اختك متعرفش انك موجوعة ببعدها عنك ، في البلاي ليست أغنية تانية رومانسية عشان توهميها انك بتحبي حد .. فـ تتطمن عليكي .. ولما جيتي تبري قلم الكحل بتاعك لقيتيه فاضي من جوه فضلتي تبصيله من سكات .. والقلم التاني اختك خدته زي عادتكوا من صغركوا تقسموا كل حاجة سوا وتجيبوا من كل حاجة اتنين .. ومستغربتيش انها لما مسكت البرّاية اتبري في ايدها وطلع كحل جديد .. مانتي حظك دايما كده .. حتي قلم الكحل طلع فشنك ! .  زي اللي فهمك غلط مع انك زي الشمس الواضحة . فقررتي تسيبك منه وتبدأي صفحة جديدة مع حد يفهمك بجد .. والحد ده نَفسك . امشي .. امشي بهدوء وثقة .. وقولي للناس طظ فيكوا كلكوا .. أنا لو مُتّ دلوقتي ولا اغمي عليا مش هتلحقوني عشان خايفين عليا .. هتلحقوني عشان مموتش في وسطكم وتتكتب عليكم عيبه إني مت وملحقتونيش . عايزين يبقي في تاريخكم نقطة بيضا .. هتتوه أكيد وسط بحر الحبر الأسود .


انتي بتبصي للناس بخوف ليه وانتي مش خايفة ؟ وليه بتدوري علي اللي بيخاف عليكي ؟ ما كفاية انتي بتخافي علي نفسك وبتحميها أحسن من مليون حد . أقولك أنا ؟ عشان نفسك مرة تنامي وانتي نايمة فعلا .. نفسك مرة تنامي وتروحي بعيد في الحلم من غير ما تخافي من عفريت يصحيكي أو جنّ يهزر مع أصحابه حوالين سريرك .. عشان بتخافي تنامي لوحدك فخلقتي شخصيات تنام حواليكي .. وانقلب السحر علي الساحر ومبقيتيش عارفة تنامي من صوتهم. "سيبوني .. اسكتوا بقي "  وبقت أكبر طموحاتك بتتجسد في حد نِفسك تحبيه .. ونِفسك يحبك ، لما تنامي يغطيكي ويقرأ علي راسك آية الكرسي . يمكن ساعتها تعرفي تنامي .. علي نغمة صوته .

صوته اللي هيقولك عيطي .. متكتميش الدموع جوه عينيكي -  مش هيهرب ولا يتضايق من دموعك زي ما كل الناس بتعمل معاكي - انتي صدقتي إن الناس هيقولوا عليكي ضعيفة لو عيطتي؟ طب ما هم هيقولوا قاسية لو معيطتيش .. وهيقولوا وهيقولوا .. أنا قررت أكسر  حاجز بيني وبين الناس وبقيت بعمل اللي بحس بيه .. أنا عايزة أعيط دلوقتي هعيط ومش هيهمني مين قال ايه  .. عايزة اضحك دلوقتي هضحك ومش هيهمني مصمصة شفايفهم .. المهم إني لما آجي أموت مش هقول يارب اديني خمس دقايق أروح أعمل فيهم حاجة كان نفسي فيها .

-         خلاص الشنط جهزت والعربية واقفة تحت
-         علي ما تنزلوا الشنط هكون صليت الضهر 

اسجدي .. بوسي الأرض وخلي كتافك تنزل لحد ما تلمس السجادة .. خلي الأرض تحضنك .. عيطي في حضن ربنا .. دلوقتي بقوله يارب اديني الحاجة اللي نفسي فيها ، عشان هو عارف الحاجة اللي هتليق عليا بالظبط .. الحاجة اللي هحبها زي كل هدومي الزرقا .. هو عارف وأنا عارفه وكلنا عارفين إن ربنا بيختارلنا الأجمل .. اللي عمره ما خطر علي بالنا .. عشان كده لما بدعي يارب اديني الحاجة اللي نفسي فيها .. مبقتش عارفة أقوله ايه  غير الصبر .. والرضا .

لما تقومي كملي رقصتك ببهاء ، قومي زي الملكة فاردة كتافك .. كتافك اللي بتصلب طولك كل ما تفتكري انك ملكيش ضهر حقيقي غير عمودك الفقري . كتافك اللي بتفكرك دايما انك قوية وانك تقدري تفردي شعرك عليهم براحتك لأنها هتستحمل ، متصدقيش الولد اللي قالك انه بيحب البنات الشقرا عشان جُمال .. مجرد تناقض .. لأننا بنحب الحاجة اللي مش فينا . بالظبط زي الناس اللي عينيهم ملونة اللي بيبصوا لعينيكي السودا بتركيز شديد ..  الغريب إن عمرهم ما لفتوا نظرك رغم التناقض .. لأنك لما بتبصي لأبعد من ملامحهم مبتلاقيش .. بتلاقي سراب .

السراب بيخوفك لأنه مجهول . متعيطيش .. اضحكي علي عقلك واشغليه بحاجة تانية واجري في قلب السراب وهاتي آخره حتى لو آخره مفيش .. هتبقي رحتي لأرض محدش داس عليها غيرك .. بعيدة عن كل نفاق البشر . انتي خايفة من ايه ؟ من وحدتك ولا من المجهول ؟ أياً كان اللي بيخوفك واجهيه .. اجري واستقبليه .. وانتي بتجري افتحي دراعاتك للهوا هيطلعلك جناحات تطير بيكي فوق سما المجهول لحدا ما تقابلي السراب .. أول ما تشوفيه .. احضنيه .. واستقبليه بضحكة تداري اللمعة المبلولة اللي بتحاول تنط من عينيكي .. انتي عارفة إن ضحكتك قدام عدوّك تقهره ؟ وتخليه يعيد حساباته مليون مرة .. في الوقت ده هتكون فرصتك عشان تقضي عليه  .. تخيلي !  


تخيلي أكتر .. وحركي صوابعك علي الكيبورد وانتي بتعبري عن كل اللي جواكي بـ صور .. تخيلي ان الكيبورد بيانو.. زي اللي سمعهولك مرة وحبيتيه .. البيانو مش هو .. حبيتي الصوت وفكرة المشاركة .. وكان نفسك تقوليله انا عايزاك تحبني زي ما بتحب البيانو .. بس حبك انتي كمان للكمانجا منعك .. لأنك عارفة كويس إن المزيكا أذواق .. انتي نِفسك بس تسمعيه صوت كمانجتك .. لأنك متأكدة من سحرها  اللي بيخطفك .

-         أحمد وأيمن أخوه مستنييني هناك في المطار
-         أيوة يا سيدي .. الحب الحب
-         بس يابت .. قدامنا قد ايه ونوصل  
-         عشر دقايق ..

الوقت بيجري وبيشد في ايده اللي بنحبهم .. بيحطهم في جواب ويبعتهم للغربة كادو .. ويرجع يستفرد بينا لوحده . الوقت بيخطفنا زي صوابعك اللي  بتخطف الدموع من علي خدك قبل ما توصل لشفايفك .. بتقولك متبكيش .. انتي عارفة الفرق بين العياط والبكا ؟ العياط دمع العين .. والبكا دمع القلب ..  متحاوليش تفسري وتحللي ألمك عشان تتحايلي عليه ..لو مسمعتيش صوت ألمك هيعضّك أكتر وينهش في لحمك عشان يحسسك بيه .. انتي بتتألمي وخلاص ولازم تلاقي حل تكسري بيه طاقة الألم اللي بتحاوطك .. غنّي بصوت عالي وازعجي النايمين حتي لو قالولك صوتك وحش .. اضحكي ضحك هستيري . ضحك يرجّك ويرتب دماغك .. ضحك يشقلب كيانك ويغير معني الدموع اللي لأول مرة هتنزل من عينك "من كتر الضحك"! .. حتي لو قالولك انتي مجنونة .. صحيّهم .. زلزلي الدنيا بوجودك .. اضحكي بعلو صوتك وقوليلهم "أنا هنا" . 

وانتي هنا وسطهم .. امشي رافعة راسك .. دبدبي في الأرض برجلك وخلي التراب يعمل شبّورة كأنك نجم داخل حفلة بيبص لجمهوره من ورا نضارة شمس وبيمضي اوتوجرافات وبيبتسم ابتسامة محسوبة بالـ "سم"  .. امشي جنبه هو كمان .. هو اللي بتقرفي من جُبنه وبتحتقري موظف السجل المدني اللي كتبه "ذكر" وعمل له بطاقة زي البني آدمين . امشي جنبه ولا كأنك شايفاه .. واخبطي فيه "بمزاجك".. دوسي عليه كأنه مش موجود تماما .. ومتبصيش وراكي .. ومتخافيش ضميرك مش هيأنبك .. التعامل مع الأشكال دي برحمة طمعهم فيكي .. وانتي كده كده مبتعمليش حاجة غلط .. انتي بتعامليهم زي ما بيعملوكي بالظبط .. بمنتهي البرود !
البرد اللي عشان تتغلبي عليه هتقومي تعملي مج النسكافية اللي بيدفيكي لما ايديكي بتحضنه .. الغريب في أحلامك انك دايما بتحلمي بحد بيعيط في حضنك .. مع إنك أكتر حد نفسه يعيط  في حضن حد بيحبه .. بس انتي مش عاجبك اللي بيحصل .. معجبكيش صاحبتك اللي حضنت حبيبها فطمع في جسمها .. انتي نفسك حد يطمع في انك تحبيه .. من غير ما يرعبك .

-         الدخول للمسافرين بس .. حضرتك مسافرة ؟
-         لأ .. هوصل أختي  

الرعب ده مش حقيقي .. لازم تلاقي طريقة تخرجي بيها حالة الفزع اللي جواكي .. ايه يعني .. هنغلب ؟
تخيلي نفسك واحدة من تريو جبران واعزفي معاهم "مسار" وانسي نفسك و دوخي في المزيكا وشمّي ريحة فلسطين ونهر الأردن والبحر الميت وشجر سوريا وكل الأماكن اللي نفسك تزوريها / مفيهاش حاجة ابدا لو استلفتي اغنية من جوليا بطرس وقعدتي تغنيها بس بلاش تكون "اوعي تكون نسيت" / اتنططي .. وافتكري طفولتك اللي معشتيهاش .. عشتيها متكتفة كأنك كبيرة  .. ولما كبرتي بقي كل اللي يشوف وشك يقولك ملامحك "بيبي فيس" كأن الطفل اللي جواكي كبر .. والشابّة اللي جواكي صغرت .. مع مرور الوقت بقيتي عايزة راجل يحبك كأنك بنته .. يمكن لأنك عارفة كويس قد إيه الراجل بيفرح بالمولود البنت لأنها هي اللي هتطبطب عليه وتناوله كوباية المية لما يعجز . ولأن علاقة الأبوّة والأمومة من العلاقات اللي مبتنتهيش مهما حصل .. والرجالة دايما بيعرفوا الحقيقة  دي متأخر .

-         انا اتأخرت ولازم أدخل بقي ..
-         ابقي ادخلي اونلاين
-         طيب ..  متعيطيش عشان مش عايزة أعيط .. سلام
-         ....... 

متأخر زي الحاجة اللي بتيجي بعد شوقه .. وبعد تعب ممكن يمنعك من الاستمتاع بالحاجة اللي استنيتيها لأنك بتكوني اتأقلمتي مع الوحدة .. انتي عارفة حالة الفزع دي جاتلك ليه ؟ عشان مش عايزة تغرقي .. خوفك من الغرق هيخليكي تغرقي .. رغم انك متعلمتيش العوم من حبك في  قعدتك في أبعد مكان في الشط  .. وبتحبي البحر رغم انه بيفصل بينك وبين اللي بتتمنيه ..   بس بتحبيه .. اوعي تستسلمي .. وفي نفس الوقت متقاوميش  .. استسلامك غرق .. ومقاومتك غرق .. الحل الوحيد انك تسترخي تماما ً .. خلي الموجة تشيلك .. و ادّي همّك للبحر – مع انك ترابية حسب الأبراج  والأرض بتريحك -  بس الظاهر انك مكتوب عليكي تعيشي زي الأرض مستنية اللي ييجي يرويكي ويقدر قيمتك . اقفلي باب اوضتك واطفي النور واقفلي الستاير .. اقلعي الجاكت الأسود ونامي علي السرير كأنه عوّامه  .. سيبي همّك زي المركب الورق اللي عمرك ما عرفتي تعمليه ..  سيبيه للموج يشيله زي ابنك اللي بتتمني تشيليه .. سيبيه  يحطه ويا الهموم اللي انتي محوشاهم معاه .. وانتي نايمة علي سطح المية تخيلي نفسك في عملية جراحية  ووزنك معدوم زي الريشة .. الريشة اللي واقعة من عصفور طاير فوق هيصفرلك .. جهزي نفسك .. وأول ما الطيار يقول أكشن ..  استرخي كأنك جثة ميتة عشان الموج يشيلك .. وتخيلي شكة ابرة لحقنة بنج من اللي ملوش صرفة معاكي .. مشهد العملية هيتعمل وانتي صاحية .. بس غمضي عينيكي عشان متبصيش للسما وتشوفي الطيارة اللي بتغيظك بجناحاتها .. و ضلّّها هيترسم علي وشك .. جسّي نبض المية وحركي كام موجة بإيدك .. واتصاحبي عليها لأنها زيك مهما كانت متلجة من فوق في القاع بتبقي دافية  .. انهي رقصتك وانتي بتربّعي ايديكي في استسلام وبتوعدي السمك بعزومة غدا غير كل عزومات المراكبية .. تخيلي حركة الماس اللي هينزل من عينيكي يدخل يبات جنب لؤلؤة .. مرمية في قلب البحر . 




nbsp;nbsp;

السبت، 7 يناير 2012

حاجاتي القديمة

* في العادة مبحبش أقرأ كتاباتي القديمة .. لما بقراها مبعرفنيش .. ببقي عاملة زي الممثل اللي بيشوف فيلمه علي الشاشة ويقول لنفسه " كان ممكن أعمل الدور أحسن من كده "  .. بطلت أقرأ كتابتي القديمة .. بس هي مبطلتش تلاحقني .. من كام يوم لقيت تدوينة كنت كتبتها .. أول مرة أحس إنها شبهي جدا .. وهي التدوينة الوحيدة اللي زمان - بعد ما نشرتها - مسحتها !  .

* زمان كنت بفكر إن ليه ميبقاش الإنسان زي العصافير .. له موسم تزاوج ؟ .. أكيد كان هيبقي الشتا .. أكيد !

*وأنا صغيرة كنت بقف علي سريري وأغنّي .. في المدرسة بغنّي  .. بعدها قالولي إن الغنا حرام .. بس مدام صوتي حلو ممكن أرتل قرآن .. كنت دايما بحس إنها حاجة أكبر مني .. بعدها اكتشفت ان صوتي مش حلو أصلا (أو همّ قالولي كده ) .. بس فضل جوايا حلم اني  لو كنت بغنّي .. أكيد كنت هحب يبقي صوتي زي واحدة من تلاتة "أنغام ، جوليا بطرس ، لينا شماميان" . دلوقتي مبقاش يهمني غير إني أغنّي لنفسي .. وربنا يسمعني .

*كل ما ببص ورا بسأل نفسي "ليه ؟" ولما ببص قدامي بلاقي الإجابة .. والعكس .

* كنت بسأل نفسي ايه أحلي حاجة اتقالتلي في حياتي ؟
لقيت ان في حاجات كانت جميلة وقتها .. بس بعد كده جمالها راح
وفي حاجات كانت جميلة بجمال اللحظة .. وانتهت مع نهاية الوقت
الجمال نسبي
الجمال له علاقة بالوقت
واللحظة الأبدية هي الأجمل
واللحظة الأجمل هي اللي مهما يمر عليها وقت بتفضل جميلة .. وساعات جمالها بيزيد
واحنا ليه بندوّر ع الأبدية في دنيا مؤقتة !
بس ده ميمنعش اني ساعات بغمض عينينا .. وأبتسم .

*اللعنة علي كل التابوهات .. والحواجز والحدود .. بكل أشكالها .

* أنا زعلانة